جامعة الزقازيق تحتفل بإفتتاح وحدة مواجهة التطرف الفكري
في احتفالية كبرى نظمتها جامعة الزقازيق تحت رعاية الأستاذ الدكتور عثمان شعلان رئيس الجامعة ، استضافت جامعة الزقازيق ، الأربعاء الموافق 12 نوفمبر 2019 ، فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية السابق ، بمناسبة تدشين أعمال وحدة "مواجهة التطرف الفكري" ، التابعة لقطاع شئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة تحت إشراف الأستاذ الدكتور نهلة الجمال المشرف العام على القطاع ، صدر قرارمجلس جامعة الزقازيق بانشاء الوحدة بالقرار رقم (516) بتاريخ 28/5/2019 وفي إطار الخطة الإستراتيجية لمواجهة التطرف الفكري والتي أعدها المجلس الأعلى للجامعات ، وخلال الفترة الوجيزة تم التجهيز لبدء نشاط وأعمال الوحدة بوضع رؤية وأهداف وأبعاد للعمل وكذلك مقترح تشكيل مجلس إدارة الوحدة .
وخلال لقائه بطلاب جامعة الزقازيق ، أكد د. علي جمعه علي سماحة الدين الإسلامي من القرآن والسنة النبوية الشريفة وإعمار الأرض وعدم الإفساد فيها ، وبدأ كلمته مرحبا بدعوة أ.د/ عثمان شعلان رئيس جامعة الزقازيق الكريمة في هذه الأيام المباركة من ربيع الأنور الذي أنار الله به سيدنا محمد "ص" الدنيا بعد أن عاش العالم في عصر الجاهلية فكان حقا "ميلاد الهدى" وأن القران صراحة نهى عن الاعتداء والإسراف ويحثُ على العدل التي هي أقرب للتقوى فقال لا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين وهو مبدأ عام في القران الكريم لا يتغير لا بتغير المكان ولا الزمان ولا الأحوال ولكن أكثر الناس ينسى هذا ويرتكب الحماقات في هلاك الأرض والإنسان والحيوان ومن النبات بل من الجماد والله لا يحب المفسدين في الارض بعد إصلاحها.
وأشار فضيلته أننا ندافع عن ديانتنا وأمننا وعن أرضنا وعرضنا فجاءت قضية القتال والتي هي قاعدة الهرم ، فقال تعالى فقاتلوا ولم يقل إقتلوا وقال في سبيل الله ، ولم يقل في سبيل مصالح وأهواء شخصية ، ولما أراد المفسدون أن يفسدوا في الأرض تحول القتال إلى القتل .
وأوضح د. علي جمعه أنه عندما برزت تلك الجماعات التي شوهت صورة الإسلام والمسلمين أمام العالمين وأوقفت الدعوة بالحق في الأرض وبالرفق الذي أوصي به رسول الله قائلاً؛ يا عائشة "إن الرفق ما دخل شيئاً إلا زانه وما نزع من شيئ إلا شانه " ، وأن تكون المجادلة بالتي هي أحسن ، ولكن انقلب الحال وأصبح الأسلام والمسلمون في صورة سيئة في مشارق الأرض ومغاربها لأن البعض قلب الهرم وانقلب حاله وحال المسلمين في العالم ، استغلوا الكلمة الطيبة في تحطيم الدين الاسلامي دون أن يعلم أويقصد ، لأننا خالفنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقلبنا هرم أولويات ما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وشوهنا الإسلام بما لاطاقة لأحد في العالمين أن يفعل ذلك ، لأننا أصبحنا في موقف لا نحسد عليه ، فالأمر لا يتعلق بحياتنا الدنيا فقط بل الأخرة ولا بتصرف شخص بل هو ما سنحاسب عليه أمام الله سبحانه وتعالى عنه ، فلا نتكلم ونُكثر من الكلام بما لا نعرف وألا نتعرض لعلم الدين دون أن ندرسه من أجل شخص رص الكلام رصاً بجوار بعض وفهم ما أراد أن يفهمه مشيراً أنه في الجدال مع الإرهابيين عن مايجدونه ويتبعونه سألناهم عن كيفية تناولهم لوصايا رسولنا الكريم "ص" كقوله .. إلزم الخليفة ..حيث أوصانا بأن نتبعه تقديماً للمصلحة العامة علي الخاصة ... فمن أُطيع ؟ من يأمرني أن أخرج عليه لظلمه ... أو كلام رسول الله .
كما حذر فضيلته من الانضمام لأي جماعة أو تنظيم مجموعة أو السعى وراء أوهام إقامة الخلافة في الأرض فالذي يقيمها هوالله ولذا فإلزم الإمام .
فإعتزل تلك الفرق كلها فمع عدم وجود الإمام تحدث الفرقة كلها ، وأن العبادة الظاهرية والتمسك بالدين ليس هو القياس ، وفي ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أخاف على أمتي من رجل آتاه الله القرآن حتي اذا بدت عليه بهجته ..غيره وسن سيفه على جاره ورماه بالشرك " . قالوا يا رسول الله الرامي أم المرمي ...قال الحق على المرمي" .
فالطاعة ليست للجاهلين ولكن لرسول الله "ص" وقال تركتكم على المحجةُ البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغُ عنها إلا هالك " ، من فتح الله عليه وعرف الحق والحقيقة فالله سبحانه وتعالى هداه ومن أراده بغير ذلك فإنا لله وإنا إليه راجعون .
وفي ختام لقائه حث د. علي جمعه حضور الحفل على أن نقرا القران وسنة حبيبنا المصطفى قراءة صحيحة وأن نعي للأغراض التي تخفي سنة وسيرة رسول الله عنا وهذا الجهل ، ولابد أن نوقفه لأنه نزيف لا معنى له ولأنه يستهلك طاقة الأمة ما الله به عليم . وأنه لا إكراه في الدين ولا يصح أن نكره أحدا في دينه فنحن أمام جهل واسع عميق باللغة العربية وبالسياق والسباق وأسس الفهم والأغراض الشرعية ، وكل ذلك لا يجعلنا أن نضع آذاننا لكل من يتكلمون بألسنتنا وليسوا منا ، واختتم لقائه بالدعاء لابناء وبنات مصر أن يقيهم الله سبحانه وتعالي شر الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يحمينا جميعا ويحمي ومجتمعاتنا من هذا البلاء .
ومن جانبه أعرب د. عثمان شعلان عن سعادته بحرص د. علي جمعه علي حضوره ولقائه بأبنائه طلاب وطالبات جامعة الزقازيق لتوضيح الرؤى الصحيحة والرد على أي استفسارات بخواطر أبنائنا الطلاب في مناسبتين تحتفل بهما جامعة الزقازيق.. " المولد النبوي الشريف " ، وافتتاح أعمال وحدة " مواجهة التطرف الفكري " بباكورة فعالياتها تحت شعار " مواجهة الفكر بالفكر " لتكون حائط سد للرد علي أي تطرف فكري وأفكار هدامة ، معلناً أنه تم الإعداد لعدد من الأنشطة والدورات داخل الحرم الجامعي وخارجه لنشر وتبني الأفكار البناءة وذلك بالتعاون مع المجلس الأعلى للجامعات والمتخصصين من وزارة الشباب والرياضة ووزارة الأوقاف لمواجهة الظاهرة التي قد تكون موجودة .
وعن إنشاء الوحدة بجامعة الزقازيق قالت أ. د/ نهلة الجمال المشرف العام علي قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة ، أن الإعداد والتجهيز للوحدة لم يتجاوز عدة أشهر تم خلالها التنسيق مع المجلس الأعلى للجامعات ، وقامت الجامعة بتكليف أ. د/ محمد عيد عتريس ، ود. علي عبد المنعم حسين بحضور ورشة عمل بالمجلس الأعلى للجامعات للحوار حول مقترح البرنامج التدريبى لتأهيل الأخصائيين الإجتماعيين والنفسيين لمواجهة هذه الظاهرة وإعداد المواد التدريبية وأساليب التقويم فى هذا الشأن . كما تم عمل حصر للأخصائيين الإجتماعيين والنفسيين داخل الجامعة وتقسيمهم إلى مجموعتين للتدريب على أنشطة الوحدة ليكونوا نواة العمل داخل الجامعة . وتم صياغة رؤية ورسالة والأهداف العامة للوحدة وكذلك اختصاصات الوحدة والتي تتبع قطاع شئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بالجامعة ، ولها الشخصية الإعتبارية (وحدة ذات طابع خاص )، وتختص بالإشراف على تنفيذ الجامعة وكلياتها ومعاهدها للاستراتيجية القومية ومواجهة التطرف ، وتشكيل اللجان المختصة بموضوعات مواجهة التطرف فى الجامعة والمجتمع المحلي ، وإعداد الدراسات والأبحاث المتعلقة برصد ظاهرة التطرف وأسبابها الإجتماعية والإقتصادية والثقافية والفكرية وسبل مواجهتها . وتنفيذ برامج تدريبية للمواجهة الجامعية و المجتمعية للفكر المتطرف ، وكذلك إعداد قواعد البيانات لرصد الظواهر المتعلقة بالتطرف بالتنسيق بين الجامعات الإقليمية والمديريات المعنية مثل الأوقاف ، التربية والتعليم ، التضامن الإجتماعى، الشباب والرياضة ، ومنظمات المجتمع المدنى فى تطبيق برنامج المكافحة المجتمعية للإرهاب والتطرف الفكري .
وفي ختام الحفل قام أ. د/ عثمان شعلان رئيس جامعة الزقازيق بإهداء فضيلة الدكتور علي جمعه درع الجامعة تقديراً وتكريماً لفضيلته ، شارك بالحضور د. ميرفت عسكر نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث ، ود. أحمد عناني منسق عام الأنشطة الطلابية ، والسادة عمداء ووكلاء الكليات بالجامعة وعدد كبير من الطلبة والطالبات بالجامعة .