في إطار الدور الريادي لجامعة الزقازيق في نشر الوعي الوطني وتعزيز الانتماء لدى الطلاب والمجتمع، نظّمت كلية التربية النوعية ندوة تثقيفية كبرى بعنوان "تحديات الأمن القومي"، بالتعاون مع المجمع الإعلامي بالشرقية، وذلك يوم الأربعاء الموافق ١٢ مارس ٢٠٢٥م في تمام الساعة العاشرة صباحًا بقاعة المناقشات بالمبني الجديد، جاءت الفعالية تحت رعاية معالي أ.د.خالد الدرندلي، رئيس الجامعة، ومعالي أ.د. جيهان يسري، نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وبإشراف معالي أ.د.هاني حلمي، عميد الكلية، ومعالي أ.د.أحمد بديع، وكيل الكلية لشؤؤن خدمة المجتمع وتنمية البيئة ،وتنظيم وحدة تنظيم المعارض والمؤتمرات برئاسة أ.د.سماح عبدالفتاح .
استهل أ.د. أحمد بديع، وكيل الكلية لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة،فعاليات الندوة بكلمة أكّد فيها أن الأمن القومي يمثل الركيزة الأساسية لاستقرار الدولة، مشيرًا إلى أن الشعور بالأمان يتجاوز في أهميته الاحتياجات الإنسانية الأولية، إذ لا يمكن تحقيق التنمية المستدامة في ظل غياب الاستقرار. وأضاف: "الحفاظ على أمن مصر مسؤولية مجتمعية تتطلب تعزيز الوعي، إذ يُعد الإدراك الواعي لحقيقة التحديات التي تواجه الوطن خط الدفاع الأول في مواجهتها. ومن هذا المنطلق، ينبغي تكثيف الجهود التوعوية وتعزيز ثقافة الانتماء والمواطنة بين جميع فئات المجتمع."
ومن جانبه، أكّد أ.د.هاني حلمي، عميد الكلية، أن الإعلام والتعليم يُشكّلان حجر الأساس في حماية الأمن القومي، إذ إن نشر الوعي والتصدي للشائعات بات ضرورة وطنية. وأشار إلى المبادرة التوعوية "اتحقق قبل ما تصدق"، التي تهدف إلى مكافحة التضليل الإعلامي، محذرًا من خطورة تداول المعلومات غير الموثوقة. كما شدد على أن "الكلمة مسؤولية، والتعليم أمن قومي، والغذاء أمن قومي، والصحة أمن قومي"، داعيًا إلى تضافر الجهود لترسيخ قيم المواطنة وحماية مكتسبات الدولة.
وفي كلمته، استعرض اللواء محسن سعد متولي، الخبير العسكري والاستراتيجي، محاور الأمن القومي المصري، مؤكدًا أن "الأمن القومي المصري خط أحمر لا يقبل المساومة". وأوضح أن مصر تمتلك قوة عسكرية رادعة، تعتمد على أحدث التقنيات العسكرية، ومن بينها أنظمة الدفاع الكهرومغناطيسي المتطورة لمواجهة الطائرات بدون طيار. كما أشار إلى الطفرة الكبيرة التي شهدتها الصناعات العسكرية المصرية، ولا سيّما في مجال تصنيع المعدات، إلى جانب تنويع مصادر التسليح بما يعزز القدرات الدفاعية للدولة.
وأشار سيادته ،إلى التجهيزات الهندسية في سيناء كدليل على وعي القيادة المصرية بأهمية تأمين الحدود، معتمدين على القوة الصلبة (القوات المسلحة والشرطة) والقوة الناعمة (الدبلوماسية والعلم) في مواجهة الحروب غير التقليدية.
كما أوضح أن مصر تخطو بثبات نحو توطين الصناعات العسكرية، ضمن خطة شاملة لتحديث القوات المسلحة، مما يعزز من قدرتها القتالية ومكانتها العالمية ،وأضاف أن تطوير القوات البحرية يعد ركيزة أساسية في حماية الأمن المائي والثروات البحرية، مع السعي لحل أزمة سد النهضة عبر المسارات الدبلوماسية.
وفيما يخص روافد الدخل القومي، أكد أن الدولة تعمل على تنويع مصادره، من خلال السياحة، الذكاء الاصطناعي، الزراعة، التصدير، والاستثمار العربي والأفريقي، لتحقيق التنمية المستدامة ، أما بشأن إعادة إعمار غزة، فقد أشار إلى الخطة العربية الشاملة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتمتد حتى عام ٢٠٣٠، لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن وحدة الجيش والشعب هي الركيزة الأساسية لحماية الأمن القومي، مشيدًا بالدور الريادي للمرأة المصرية في تنشئة الأجيال وتعزيز القيم الوطنية، ما يسهم في بناء جمهورية جديدة قادرة على مواجهة التحديات والانطلاق نحو المستقبل.
جدير بالذكر ، أن الندوة شهدت حضور كوكبة من القيادات الأكاديمية والإعلاميين، على رأسهم معالي أ.د. إيهاب عاطف، وكيل الكلية لشؤون التعليم والطلاب، وأ.د. فتحي محمد حسن، عميد الكلية الأسبق، وأ.د. صلاح شريف، العميد السابق للكلية، و أ.د. صافيناز سمير، رئيس قسم الاقتصاد المنزلي ،إلي جانب أ.محمد عبدالرحمن ،مدير عام الكلية ،و الإعلامي أ.محمود نصر الله، ممثلًا عن تليفزيون القنال . كما تميزت الفعالية بمشاركة أكاديمية وطلابية واسعة من السادة أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم والطلاب.
في ختام الفعالية، أعربت أ.د. سماح عبد الفتاح ، مدير وحدة تنظيم المعارض والمؤتمرات، عن بالغ تقديرها لجميع المشاركين، مشيدةً بالدور الفاعل لطلاب الكلية في إنجاح الحدث. كما ثمّنت المداخلات القيّمة التي أثرَت النقاش، مؤكدةً أن "الوعي الوطني هو السلاح الأهم في مواجهة التحديات، وأن مصر ستظل دائمًا صامدة بشعبها الواعي وجيشها الباسل".