في خطوة مهمة نحو تعزيز الربط بين البحث العلمي والتدريس في مجال علوم الأرض، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة وفق الأولويات القومية، وتحت رعاية الأستاذ الدكتور خالد الدرندلي رئيس جامعة الزقازيق والأستاذ الدكتور إيهاب الببلاوي نائب رئيس جامعة الزقازيق للدراسات العليا والبحوث، أعلن مركز تميز أبحاث الجيوفيزياء البيئية بقسم الجيولوجيا في جامعة الزقازيق عن إصدار كتاب جديد بعنوان "جيولوجيا دلتا النيل والموارد الطبيعية: التحديات والحلول المستدامة". تم نشر الكتاب حديثًا عن دار النشر العالمية Springer.
يُعتبر دلتا النيل واحدة من أكثر الدلتاوات عرضة للخطر في العالم، حيث تمتد على حوالي 38,000 كيلومتر مربع. هذه المنطقة بحاجة إلى دراسات متعمقة لفهم الطبيعة الجيولوجية وإمكاناتها من الموارد الهيدروكربونية والمائية. يهدف الكتاب إلى تقديم رؤى علمية تفصيلية حول دلتا النيل الحديثة والرسوبات القديمة في منطقة الفيوم، حيث يعرض الكتاب الوحدات الصخرية والتكوينات الجيولوجية التي ساهمت في تكوين هذه الدلتا، بالإضافة إلى تحديد توزيع خزانات المياه والموارد الهيدروكربونية، التي تتطلب إدارة مستدامة لضمان الحفاظ عليها كموارد للأجيال القادمة.
ويستعرض الكتاب للمرة الأولى معلومات جيولوجية شاملة عن خزانات الغاز سواء على اليابسة أو في البحر، ويقيم قدرة دلتا النيل على إنتاج الهيدروكربونات. كما يقدم الكتاب تحليلًا جيوكيميائيًا متكاملًا للموارد الهيدروكربونية في هذه المنطقة الحيوية.
بالإضافة إلى ذلك، يتبنى الكتاب نهجًا متعدد التخصصات يجمع بين النمذجة الجيولوجية والهيدرولوجية والنمذجة باستخدام تقنيات التعلم الآلي، مما يتيح مراقبة الموارد الطبيعية بشكل دقيق لتعزيز إدارتها المستدامة.
من خلال تسليط الضوء على التحديات التي تطرأ نتيجة التغيرات المناخية والضغوط البشرية، يوصي الكتاب باتباع ممارسات مستدامة تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك المياه النظيفة والصرف الصحي، و العمل المناخي.
يعد الكتاب مرجعًا مهمًا للباحثين وطلاب الدراسات العليا في مجالات الجيولوجيا والهيدرولوجيا، بالإضافة إلى العاملين في وزارتي الزراعة والموارد المائية والري، ومخططي السياسات، وصناع القرار الذين يهتمون بإدارة موارد دلتا النيل الطبيعية. إن الكتاب يُعد أداة أساسية لفهم سبل استخدام هذه الموارد بشكل مستدام في المناطق الجافة وشبه الجافة.